معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
بل عجبت ويسخرون ؛ وتقرأ: " عجبت " ؛ بضم التاء؛ ومعناه في الفتح: " بل عجبت يا محمد من نزول الوحي عليك؛ ويسخرون " ؛ ويجوز أن يكون معناه: " بل عجبت [ ص: 300 ] من إنكارهم البعث " ؛ ومن قرأ: " عجبت " ؛ فهو إخبار عن الله؛ وقد أنكر قوم هذه القراءة؛ وقالوا: الله - عز وجل - لا يعجب؛ وإنكارهم هذا غلط؛ لأن القراءة والرواية كثيرة؛ والعجب من الله - عز وجل - خلافه من الآدميين؛ كما قال: ويمكر الله ؛ و سخر الله منهم ؛ و وهو خادعهم ؛ والمكر من الله؛ والخداع؛ خلافه من الآدميين؛ وأصل " العجب " ؛ في اللغة: أن الإنسان إذا رأى ما ينكره ويقل مثله؛ قال: " عجبت من كذا وكذا " ؛ وكذا إذا فعل الآدميون ما ينكره الله؛ جاز أن يقول فيه: " عجبت " ؛ والله قد علم الشيء قبل كونه؛ ولكن الإنكار إنما يقع والعجب الذي يلزم به الحجة؛ عند وقوع الشيء.

التالي السابق


الخدمات العلمية