معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: فرهان مقبوضة ؛ قرأ الناس: " فرهن مقبوضة " ؛ و " فرهان مقبوضة " ؛ فأما " رهن " ؛ فهي قراءة أبي عمرو ؛ وذكر فيه غير واحد أنها قرئت: " فرهن " ؛ ليفصل بين الرهان في الخيل؛ [ ص: 367 ] وبين جمع " رهن " ؛ في غيرها؛ و " رهن " ؛ و " رهان " ؛ أكثر في اللغة؛ قال الفراء : " رهن " ؛ جمع " رهان " ؛ وقال غيره: " رهن " ؛ و " رهن " ؛ مثل " سقف " ؛ و " سقف " ؛ و " فعل " ؛ و " فعل " ؛ قليل؛ إلا أنه صحيح؛ قد جاء; فأما في الصفة فكثير؛ يقال: " فرس ورد " ؛ و " خيل ورد " ؛ ورجل " ثط " ؛ و " قوم ثط " ؛ والقراءة على " رهن " ؛ أعجب إلي؛ لأنها موافقة للمصحف؛ وما وافق المصحف؛ وصح معناه؛ وقرأت به القراء؛ فهو المختار؛ و " رهان " ؛ جيد بالغ؛ يقال: " رهنت الرهن؛ وأرهنته " ؛ و " أرهنت " ؛ أقلهما؛ قال الشاعر - في " أرهنت " -:


فلما خشيت أظافيرهم ... نجوت وأرهنتهم مالكا



وقال - في " رهنت " ؛ أنشده غير واحد -: [ ص: 368 ]

فهل من كاهن أو ذي إله ...     إذا ما حان من ربي قفول


يراهنني فيرهنني بنيه ...     وأرهنه بني بما أقول


لما يدري الفقير متى غناه ...     وما يدري الغني متى يعيل



التالي السابق


الخدمات العلمية