معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم ؛ قال لقومه - وقد رأى نجما -: " إني سقيم " ؛ فأوهمهم أن الطاعون به؛ فتولوا عنه مدبرين فرارا من أن يعدى إليهم الطاعون؛ وإنما قال: " إني سقيم " ؛ لأن كل واحد وإن كان معافى فلا بد من أن يسقم؛ ويموت؛ قال الله (تعالى): إنك ميت وإنهم ميتون ؛ أي: إنك ستموت؛ فيما يستقبل؛ وكذلك قوله: [ ص: 309 ] إني سقيم ؛ أي: سأسقم لا محالة؛ وقد روي في الحديث: " لم يكذب إبراهيم إلا في ثلاث " ؛ وقد فسرنا ذلك؛ وأن هذه الثلاث وقعت فيها معارضة في قوله: بل فعله كبيرهم هذا ؛ على معنى: " إن كانوا ينطقون فقد فعله كبيرهم " ؛ وقوله: " سارة أختي " ؛ أي: أختي في الإسلام؛ وقوله: إني سقيم ؛ على ما فسرنا.

التالي السابق


الخدمات العلمية