معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
فلما أسلما وتله للجبين ؛ " أسلما " : استسلما لأمر الله؛ رضي إبراهيم بأن يذبح ابنه؛ ورضي ابنه بأن يذبح؛ تصديقا للرؤيا؛ وطاعة لله؛ واختلف الناس في الذي أمر بذبحه من كان؛ فقال قوم: إسحاق؛ وقال قوم: إسماعيل؛ فأما من قال: إنه إسحاق؛ فعلي - رحمة الله عليه -؛ وابن مسعود؛ وكعب الأحبار؛ وجماعة من التابعين؛ وأما من قال: إنه إسماعيل؛ فابن عمر؛ ومحمد بن كعب القرظي؛ وسعيد بن المسيب؛ وجماعة من التابعين؛ وحجة من قال: إنه إسماعيل؛ قوله: وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ؛ وحجة من قال: إنه إسحاق؛ قال: كانت في إسحاق بشارتان؛ الأولى فبشرناه بغلام حليم ؛ فلما استسلم للذبح؛ واستسلم إبراهيم لذبحه؛ بشر به نبيا من الصالحين؛ والقول فيهما كثير؛ والله أعلم أيهما كان الذبيح؛ فأما جواب " فلما أسلما وتله للجبين " ؛ أي: صرعه؛ فقد اختلف الناس فيه؛ فقال قوم: جوابه: وناديناه؛ والواو زائدة؛ وقال قوم: إن الجواب محذوف بأن في الكلام دليلا عليه؛ المعنى: " فلما فعل ذلك سعد وآتاه الله نبوة ولده؛ وأجزل له الثواب في الآخرة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية