معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب ؛ و " المحراب " ؛ أرفع بيت في الدار؛ وكذلك هو أرفع مكان في المسجد؛ و " المحراب " ؛ ههنا؛ كالغرفة؛ قال الشاعر:


ربة محراب إذا جئتها ... لم ألقها أو أرتقي سلما



و " تسوروا " ؛ يدل على علو؛ وقال: " الخصم " ؛ ولفظه لفظ الواحد؛ و " تسوروا " ؛ لفظ الجماعة؛ لأن قولك: " خصم " ؛ يصلح للواحد؛ والاثنين؛ والجماعة؛ والذكر؛ والأنثى؛ يقال: " هذا خصم " ؛ و " هي خصم " ؛ و " هما خصم " ؛ و " هم خصم " ؛ وإنما صلح لجميع ذلك لأنه مصدر؛ تقول: " خصمته؛ أخصمه؛ خصما " ؛ المعنى: " هما ذوا خصم " ؛ و " هم ذوو خصم " ؛ وإن قلت: " خصوم " ؛ جاز؛ كما تقول: " هما عدل " ؛ و " هما ذوا عدل " ؛ وقال الله (تعالى): وأشهدوا ذوي عدل منكم ؛ فمعنى " هما عدل " : " هما ذوا عدل " ؛ فما كان من المصادر قد وصفت به الأسماء؛ فتوحيده جائز؛ وإن وصفت به الجماعة؛ وتذكيره جائز؛ وإن وصفت به الأنثى تقول: " هو رضى " ؛ و " هما رضى " ؛ وكذلك " هذه رضى " .

التالي السابق


الخدمات العلمية