معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله (تعالى): إذ دخلوا على داود ففزع منهم ؛ لأنهم أتوه من غير مأتى الخصوم؛ وفي غير وقتهم؛ وفي وقت لم يكن [ ص: 326 ] داود يأذن فيه أن يدخل عليه أحد؛ فأنكر ذلك وفزع؛ وإنما بعث إليه ملكان؛ فتصورا في صورة رجلين متخاصمين؛ قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض ؛ القراءة الرفع؛ والرافع لـ " خصمان " ؛ " نحن " ؛ والمعنى: " نحن خصمان " ؛ ولو كان في الكلام " لا تخف خصمين بغى بعضنا على بعض " ؛ لجاز؛ على معنى: " أتيناك خصمين " ؛ لأنه أنكر إتيانهم؛ وإتيان الخصوم قد كان يعتاده كثيرا؛ فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط ؛ أي: " لا تجر " ؛ يقال: " أشط؛ يشط " ؛ إذا جار؛ ويقرأ: " لا تشطط " ؛ بمعنى: " لا تبعد عن الحق " ؛ وكذلك " لا تشطط " ؛ بكسر الطاء؛ وفتح التاء؛ معناه كمعنى الأول؛ قال الشاعر:


تشط غدا دار جيراننا ... وللدار بعد غد أبعد



واهدنا إلى سواء الصراط ؛ إلى قصد الطريق؛ أي: " طريق الحق " .

التالي السابق


الخدمات العلمية