معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه ؛ يدل على تأويل قوله: وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به ؛ فقولهم: " إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه " ؛ إقرار بالبعث؛ ودليل أنهم خالفوا من يتبع المتشابه؛ لأن الذين ابتغوا المتشابه هم الذين أنكروا البعث؛ لا ريب فيه ؛ لا شك فيه؛ وقد شرح باستقصاء فيما تقدم من كتابنا. وقوله - عز وجل -: إن الله لا يخلف الميعاد ؛ جائز أن يكون حكاية عن الموحدين؛ وجائز أن يكون إخبارا عن الله؛ وجائز فتح " أن الله لا يخلف الميعاد " ؛ فيكون المعنى: جامع الناس لأنك لا تخلف الميعاد؛ أي: قد أعلمتنا ذلك؛ ونحن غير شاكين فيه.

التالي السابق


الخدمات العلمية