معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: الذي جعل لكم الأرض فراشا ؛ معناه: وطاء؛ لم يجعلها حزنة غليظة؛ لا يمكن الاستقرار عليها؛ وقوله: والسماء بناء ؛ كل ما علا على الأرض فاسمه " بناء " ؛ ومعناه: إنه جعلها سقفا؛ كما قال - عز وجل -: وجعلنا السماء سقفا محفوظا ؛ ويجوز في قوله: " جعل لكم الأرض " ؛ وجهان: الإدغام؛ والإظهار؛ تقول: " جعل لكم " ؛ و " جعل لكم الأرض " ؛ فمن أدغم فلاجتماع حرفين من جنس واحد؛ وكثرة الحركات؛ ومن أظهر - وهو الوجه؛ وعليه أكثر القراء - فلأنهما منفصلان من كلمتين. وقوله - عز وجل -: فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ؛ هذا احتجاج عليهم؛ لإقرارهم بأنه الله خالقهم؛ فقيل لهم: لا تجعلوا لله أمثالا؛ وأنتم تعلمون أنهم لا يخلقون؛ والله الخالق؛ وفي اللغة: " فلان ند فلان " ؛ و " نديد فلان " ؛ قال جرير :


أتيما تجعلون إلي ندا ... وما تيم لذي حسب نديد



[ ص: 100 ] فهذه الآية؛ والتي قبلها؛ احتجاج عليهم في تثبيت توحيد الله - عز وجل -؛

التالي السابق


الخدمات العلمية