معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - جل وعز -: منيبا إليه ؛ أي: تائبا إليه؛ ثم إذا خوله نعمة منه ؛ أي: أذهب الضر عنه؛ وأنعم عليه؛ نسي ما كان يدعو إليه من قبل ؛ يقول: نسي الدعاء الذي كان يتضرع به إلى الله - جل وعز -؛ وجائز أن يكون معناه: نسي الله الذي كان يتضرع إليه من قبل؛ ومثله: ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد ؛ فكانت " ما " ؛ تدل على الله؛ و " من " ؛ عبارة عن كل مميز؛ و " ما " ؛ يكون لكل نوع؛ تقول: " ما عندك؟ " ؛ فيكون الجواب: " رجل " ؛ أو " فرس " ؛ أو ما شئت من الأجناس؛ فيدخل المميز في " ما " ؛ من جهة دخولها على الأجناس؛ قل تمتع بكفرك قليلا ؛ لفظ هذا لفظ أمر؛ ومعناه التهديد والوعيد؛ ومثله: فتمتعوا فسوف تعلمون ؛ ومثله: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ؛ ومثله قوله [ ص: 347 ] لمن يتهدده: " عد لما أكره وحسبك " ؛ فأنت لست تأمره في المعنى؛ وإنما تتوعده؛ وتتهدده.

التالي السابق


الخدمات العلمية