معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ؛ فهذه الفاء فاء المجازاة؛ والمعنى: " أفمن شرح الله صدره فاهتدى؛ كمن طبع على قلبه فلم يهتد لقسوته؟! " ؛ والجواب متروك؛ لأن الكلام دال عليه؛ ويؤكد ذلك قوله - جل وعز -: فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ؛ يقال: " قسا قلبه عن ذكر الله؛ ومن ذكر الله " ؛ فمن قال: " من ذكر الله " ؛ فالمعنى: " كلما تلي عليه ذكر الله قسا قلبه " ؛ كما قال: وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم ؛ ومن قال: " عن ذكر الله " ؛ فالمعنى أنه غلظ قلبه وجفا عن قبول ذكر الله؛ أولئك في ضلال مبين ؛ يعني القاسية قلوبهم؛ الآية.

التالي السابق


الخدمات العلمية