معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم ؛ قال أبو عبيدة : معنى " شهد الله " : قضى الله؛ وحقيقته أنه " علم؛ وبين الله " ؛ لأن الشاهد هو العالم الذي يبين ما علمه؛ فالله - عز وجل - - قد دل على توحيده بجميع ما خلق؛ فبين أنه لا يقدر أحد أن ينشئ شيئا واحدا مما أنشأ؛ [ ص: 386 ] وشهدت الملائكة لما علمت من قدرته؛ وشهد أولو العلم بما ثبت عندهم؛ وتبين من خلقه الذي لا يقدر عليه غيره؛ وأكثر القراءة: أنه لا إله إلا هو ؛ بفتح الألف في " أنه " ؛ وقد رويت بالكسر عن ابن عباس؛ وروي: " أن الدين عند الله الإسلام " ؛ بفتح الألف؛ والأكثر فتح " أنه " ؛ وكسر " إن الدين " ؛ ومن قرأ: " إنه " ؛ بالكسر؛ فالمعنى: شهد الله إن الدين عند الله الإسلام وإنه لا إله إلا هو " ؛ والأجود الفتح؛ كما وصفنا في الأول؛ لأن الكلام؛ والتوحيد؛ والنداء بالأذان: " أشهد أن لا إله إلا الله " ؛ وأكثر ما وقع " أشهد " ؛ على ذكر التوحيد؛ وجائز أن يفتح " أن " ؛ الأولى؛ و " أن " ؛ الثانية؛ فيكون فتح الثانية على جهتين؛ على " شهد الله أن لا إله إلا هو؛ وشهد أن الدين عنده الإسلام " .

التالي السابق


الخدمات العلمية