معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ؛ أي: سنريهم الأعلام التي تدل على التوحيد؛ في الآفاق؛ وواحدها " أفق " ؛ يقول: سنريهم آثار من مضى قبلهم ممن كذب الرسل من الأمم؛ وآثار خلق الله في كل البلاد؛ وفي أنفسهم؛ من أنهم كانوا نطفا؛ ثم علقا؛ ثم مضغا؛ ثم عظاما؛ [ ص: 392 ] كسيت لحما؛ ثم نقلوا إلى التمييز والعقل؛ وذلك كله دليل على أن الذي فعله واحد؛ ليس كمثله شيء؛ أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ؛ ويجوز: " إنه " ؛ والقراءة: " أنه " ؛ بالفتح؛ وموضع " بربك " ؛ في المعنى رفع؛ المعنى: " أولم يكف ربك...؟! " ؛ وموضع " أنه " ؛ نصب؛ وإن شئت كان رفعا؛ المعنى في النصب: " أولم يكف ربك بأنه على كل شيء شهيد " ؛ ومن رفع؛ فعلى البدل؛ المعنى: " أولم يكف أن ربك على كل شيء شهيد " ؛ أي: " أولم يكفهم شهادة ربك؟! " ؛ ومعنى الكفاية ههنا أنه قد بين لهم ما فيه كفاية في الدلالة على توحيده؛ وبينت رسله.

التالي السابق


الخدمات العلمية