معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
قوله: تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن ؛ وقرئت: " ممن فوقهن " ؛ وقرئت: " ينفطرن " ؛ ومعنى " ينفطرن " ؛ و " يتفطرن " : ينشققن؛ ويتشققن؛ فالمعنى - والله أعلم -: أي: تكاد السماوات ينفطرن من فوقهن لعظمة الله؛ لأنه لما قال: وهو العلي العظيم ؛ قال: تكاد السماوات ينفطرن لعظمته؛ وكذلك " ينفطرن ممن فوقهن " ؛ أي: من عظمة من فوقهن. وقوله - عز وجل -: والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ؛ معنى " يسبحون " : يعظمون الله وينزهونه عن السوء؛ " ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين " ؛ ولا يجوز أن يكون يستغفرون لكل من في الأرض؛ لأن الله (تعالى) قال في الكفار: أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ؛ ففي هذا دليل على أن الملائكة إنما يستغفرون للمؤمنين؛ ويدل على ذلك قوله في سورة " المؤمن " : ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما

التالي السابق


الخدمات العلمية