معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات ؛ يقرأ: " يبشر " ؛ و " يبشر " ؛ و " يبشر " ؛ وقوله: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ؛ أي: إلا أن تودوني في قرابتي؛ وجاء في التفسير عن ابن عباس - رحمه الله - أنه قال: " ليس حي من قريش إلا وللنبي - صلى الله عليه وسلم - فيه قرابة " ؛ وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لقريش: " أنتم قرابتي؛ وأول من أجابني؛ وأطاعني " ؛ وروي أن الأنصار أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: " قد هدانا الله بك؛ وأنت ابن أختنا " ؛ وأتوه بنفقة يستعين بها على ما ينوبه؛ فأنزل الله - عز وجل -: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ؛ قال أبو إسحاق: ونصب " المودة " ؛ بأن يكون بمعنى استثناء ليس من الأول؛ لا على معنى: " أسألكم عليه أجرا المودة في القربى " ؛ لأن الأنبياء - صلوات الله عليهم - لا يسألون أجرا على تبليغ الرسالة؛ والمعنى - والله أعلم -: " ولكنني أذكركم المودة في القربى " ؛ قوله: ومن يقترف حسنة نـزد له فيها حسنا ؛ أي: من يعمل حسنة نضاعفها له؛ إن الله غفور شكور ؛ غفور للذنوب؛ قبول للتوبة؛ مثيب عليها.

التالي السابق


الخدمات العلمية