معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين ؛ كأنه لما وصف نفسه بالملك؛ والرياسة؛ قال: هلا جاء موسى بشيء يلقى عليه؛ فيكون ذلك أسورة من ذهب؛ تدل على أنها من عند إلهه الذي يدعوكم إلى توحيده؛ أو هلا جاء معه الملائكة مقترنين؛ أي: يمشون معه فيدلون على صحة نبوته؛ وقد أتى موسى - عليه السلام - من الآيات بما فيه دلالة على تثبيت النبوة؛ وليس للذين يرسل إليهم الأنبياء أن يقترحوا من الآيات ما يريدون هم؛ وتقرأ: " أساورة من ذهب " ؛ ويصلح أن يكون جمع الجمع؛ تقول: " أسورة " ؛ و " أساورة " ؛ كما تقول: " أقوال " ؛ وأقاويل " ؛ ويجوز أن يكون جمع " إسوار " ؛ و " أساورة " . [ ص: 416 ] وإنما صرفت " أساورة " ؛ لأنك ضممت الهاء إلى " أساور " ؛ فصار اسما واحدا؛ وصار الاسم له مثال في الواحد؛ مثل " علانية " ؛ و " عباقية " .

التالي السابق


الخدمات العلمية