معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: واختلاف الليل والنهار وما أنـزل الله من السماء من رزق ؛ إلى قوله: آيات لقوم يعقلون ؛ يقرأ بالرفع؛ وبكسر التاء؛ والتنوين؛ والموضع موضع نصب؛ ويكون قوله: واختلاف الليل والنهار ؛ عطف على قوله: وفي خلقكم ؛ وعلى قوله: [ ص: 432 ] إن في السماوات والأرض ؛ " وإن في اختلاف الليل والنهار آيات " ؛ وهذا عطف على عاملين؛ ومثله من الشعر:


أكل امرئ تحسبين امرأ ... ونار توقد بالليل نارا



عطف على ما عملت فيه " كل " ؛ وما عملت فيه " أتحسبين " ؛ وقد أباه بعض النحويين؛ وقالوا: لا يجوز إلا الرفع في قوله: وتصريف الرياح آيات ؛ وجعله عطفا على عامل واحد؛ على معنى: " واختلاف الليل والنهار وتصريف الرياح آيات " ؛ وهذا أيضا عطف على عاملين؛ لأنه يرفع " آيات " ؛ على العطف على ما قبلها؛ كما خفض " واختلاف " ؛ على العطف على ما قبلها؛ ويكون معطوفا إن شئت على موضع " إن " ؛ وما عملت فيه؛ وإن شئت على قراءة من قرأ: " وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات " .

التالي السابق


الخدمات العلمية