معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها ؛ أي: كل أحد يجزى بما تضمنه كتابه؛ كما قال - عز وجل -: [ ص: 435 ] وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك ؛ فهذا مثل قوله: كل أمة تدعى إلى كتابها ؛ رفع " كل " ؛ بالابتداء؛ والخبر " تدعى إلى كتابها " ؛ ومن نصب جعله بدلا من " كل " ؛ الأول؛ والمعنى: " وترى كل أمة تدعى إلى كتابها " ؛ ومعنى " جاثية " : " جالسة على الركب " ؛ يقال: " قد جثا فلان؛ يجثو " ؛ إذا جلس على ركبته؛ ومثله " جذا؛ يجذو " ؛ و " الجذو " ؛ أشد استيفازا من الجثو؛ لأن الجذو أن يجلس صاحبه على أطراف أصابعه.

التالي السابق


الخدمات العلمية