معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ؛ وتقرأ: " حسنا " ؛ وكلتاهما جيد؛ ونصب " إحسانا " ؛ على المصدر؛ لأن معنى " وصيناه بوالديه " : أمرناه بأن يحسن إليهما إحسانا. وقوله - عز وجل -: حملته أمه كرها ؛ و " كرها " ؛ وقد قرئ بهما جميعا؛ المعنى: " حملته أمه على مشقة؛ ووضعته على مشقة " ؛ وقوله: وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ؛ وقد قرئت: " وفصله ثلاثون شهرا " ؛ ومعنى " فصاله " : فطامه؛ وأقل ما يكون الحمل لستة أشهر؛ والاختيار " وفصاله " ؛ لأن الذي جاء في الحديث: " لا رضاع بعد الفصال " ؛ يعني: بعد الفطام؛ وقوله: حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة ؛ جاء في التفسير أن الأشد ثلاث وثلاثون سنة؛ وقيل: الأشد: ثماني عشرة سنة؛ وقيل: الأشد: بلوغ الحلم؛ والأكثر أن يكون ثلاثا وثلاثين؛ لأن الوقت الذي يكمل فيه الإنسان في بدنه؛ وقوته؛ واستحكام شبابه؛ أن يبلغ بضعا وثلاثين سنة؛ وكذلك في تمييزه؛ وقوله: وأصلح لي في ذريتي ؛ معناه: اجعل ذريتي صالحين.

التالي السابق


الخدمات العلمية