معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
لتؤمنوا بالله ورسوله ؛ الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وخطاب للناس؛ ولأمته؛ والمعنى يدل على ذلك؛ ويجوز: "ليؤمنوا بالله ورسوله"؛ وقد قرئ بهما جميعا؛ وجائز أن يكون "لتؤمنوا بالله ورسوله"؛ خطابا للمؤمنين؛ وللنبي جميعا؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد آمن بالله؛ وبآياته؛ وكتبه؛ ورسله؛ وقوله شاهدا ؛ حال مقدرة؛ أي: يكون يوم القيامة؛ والبشارة والإنذار حال يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - ملابسا لها في الدنيا؛ لمن شاهده فيها من أمته؛ وحال مقدرة لمن يأتي بعده من أمته إلى يوم القيامة؛ ممن لم يشاهده؛ يعني بقوله: "مقدرة"؛ أن الحال عنده في وقت الإخبار على ضربين؛ حال ملابسة؛ يكون المخبر ملابسا لها في حين إخباره؛ وحال مقدرة لأن تلابس فى ثان من الزمان؛ وقوله - عز وجل -: وتعزروه وتوقروه ؛ معنى "تعزروه": تنصروه؛ يقال: "عزرته؛ أعزره؛؛ أي: نصرته مرة بعد مرة؛ وجاء في التفسير: "لتنصروه بالسيف"؛ ويجوز: "وتعزروه"؛ يقال: "عزرته؛ أعزره؛ عزرا"؛ و"عزرته؛ أعزره؛ عزرا؛ وتعزيرا"؛ ونصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - هي نصرة الله - عز وجل -؛ وتسبحوه بكرة وأصيلا ؛ [ ص: 22 ] فهذه الهاء ترجع على الله - عز وجل -؛ ومعنى "يسبحون الله"؛ أي: يصلون له؛ و"التسبيح"؛ في اللغة: تعظيم الله وتنزيهه عن السوء.

التالي السابق


الخدمات العلمية