معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا ؛ بإظهار الراء عند اللام؛ وقد رويت عن أبي عمرو: "فاستغفلنا"؛ بالإدغام؛ وكذلك في قوله: "يغفلكم"؛ ولا يجيز سيبويه؛ والخليل إدغام الراء في اللام؛ ولا يحكون هذه اللغة عن أحد من العرب؛ ويذكرون أن إدغام الراء [ ص: 23 ] في اللام غير جائز؛ لأن الراء عندهم حرف مكرر؛ فإذا أدغم في اللام بطل هذا الإشباع الذي فيه؛ وأعلم الله - عز وجل - أن هؤلاء منافقون؛ فقال: يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ؛ وأعلم الله - عز وجل - أنهم تخلفوا عن الخروج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بظنهم ظن السوء؛ فأطلع الله نبيه على ذلك؛ قال الله - عز وجل -: بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء ؛ أي: ظن الفساد؛ وكنتم قوما بورا ؛ أي: هالكين عند الله - عز وجل -؛ فاسدين في علمه؛ وقوله - عز وجل -: شغلتنا أموالنا ؛ أي: ليس لنا من يقوم بها؛ وأهلونا ؛ أي: وشغلتنا أهلونا؛ ليس لنا من يخلفنا فيهم؛ ويجوز: "وأهلنا"؛ ولكن القراءة المشهورة بالواو؛ فمن قال: "وأهلونا"؛ فهو جمع "أهل"؛ و"أهلون"؛ ومن قال: "وأهلنا"؛ فهو يتضمن الجماعة كلها.

التالي السابق


الخدمات العلمية