معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ؛ أي: لو أطاع مثل هذا المخبر؛ الذي أخبره بما لا أصل له؛ لوقعتم في عنت؛ و"العنت": الفساد والهلاك؛ ولكن الله حبب إليكم الإيمان ؛ هذا يعنى به المؤمنون المخلصون؛ وزينه في قلوبكم ؛ ويحتمل "في قلوبكم"؛ وجهين؛ أحدهما أنه دلهم عليه بالحجج القاطعة البينة؛ والآيات التي أتى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - المعجزة؛ والثاني أنه زينه في قلوبهم بتوفيقه إياهم. [ ص: 35 ] وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان ؛ وذلك أيضا تبيينه ما عليهم في الكفر؛ وتوفيقه إياهم إن اجتنبوه؛ وقوله: أولئك هم الراشدون ؛ أي: هؤلاء الذين وفقهم الله - عز وجل - بتحبيب الإيمان إليهم؛ وتكريه الكفر؛ أولئك هم الراشدون.

التالي السابق


الخدمات العلمية