معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ؛ أمر الله - عز وجل - باجتناب كثير من الظن؛ وهو أن تظن بأهل الخير سوءا؛ [ ص: 37 ] إذا كنا نعلم أن الذي ظهر منه خير؛ فأما أهل السوء والفسق؛ فلنا أن نظن بهم مثل الذي ظهر منهم؛ وقوله: ولا يغتب بعضكم بعضا ؛ و"الغيبة": (أن يذكر الإنسان من خلفه بسوء؛ وإن كان فيه السوء؛ وأما ذكره بما ليس فيه؛ فذلك "البهت"؛ و"البهتان"؛ (كذلك جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم. وقوله - عز وجل -: أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ؛ ويجوز "ميتا"؛ وتأويله أن ذكرك بسوء من لم يحضر لك؛ بمنزلة أكل لحمه؛ وهو ميت؛ لا يحس هو بذلك؛ وكذلك تقول للمغتاب: "فلان يأكل لحوم الناس". وقوله - عز وجل -: فكرهتموه ؛ ويقرأ: "وكرهتموه"؛ فتأويله: "كما تكرهون أكل لحمه ميتا؛ كذلك تجنبوا ذكره بالسوء غائبا".

التالي السابق


الخدمات العلمية