معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ؛ أي: عند عن الحق؛ وقوله: ألقيا ؛ الوجه عندي - والله أعلم - أن يكون أمر الملكين؛ لأن ألقيا ؛ للاثنين؛ وقال بعض النحويين: إن العرب [ ص: 46 ] تأمر الواحد بلفظ الاثنين؛ فتقول: "قوما واضربا زيدا يا رجل"؛ ورووا أن الحجاج كان يقول: "يا حرسي اضربا عنقه"؛ وقالوا: إنما قيل ذلك لأن أكثر ما يتكلم به العرب فيمن تأمره بلفظ الاثنين؛ نحو:


خليلي مرا بي على أم جندب




قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل



وقال محمد بن يزيد: هذا فعل مثنى توكيدا؛ كأنه لما قال "ألقيا"؛ ناب عن قوله: "ألق؛ ألق"؛ وكذلك عنده "قفا"؛ معناه عنده: "قف؛ قف"؛ فناب عن فعلين؛ فبني؛ وهذا قول صالح؛ وأنا أعتقد أنه أمر الاثنين؛ والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية