معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
[ ص: 48 ] وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا ؛ اختلف الناس في القرن؛ (فقال قوم: القرن عشر سنين؛ وقال قوم: ثلاثون سنة؛ وقال قوم: أربعون سنة؛ وقال قوم: سبعون سنة؛ وقالوا: مائة سنة؛ وقال قوم: مائة وعشرون سنة؛ والقرن - والله أعلم - مقدار التوسط في أعمار أهل الزمان؛ فالقرن في قوم نوح على مقدار أعمارهم؛ واشتقاقه من "الاقتران"؛ فكأنه المقدار الذي هو أكبر ما يقترن فيه أهل ذلك الزمان في بقائهم؛ وقوله - عز وجل -: فنقبوا في البلاد هل من محيص ؛ وقرئت: "فنقبوا"؛ بالتشديد؛ والتخفيف؛ المعنى: "طوقوا؛ وفتشوا؛ فلم يروا محيصا من الموت"؛ قال امرؤ القيس:


لقد نقبت في الآفاق حتى ... رضيت من الغنيمة بالإياب



وتقرأ: "فنقبوا في البلاد"؛ أي: "فتشوا؛ وانظروا"؛ ومن هذا "نقيب القوم"؛ للذي يعرف أمرهم؛ مثل: "العريف".

التالي السابق


الخدمات العلمية