معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
قوله - عز وجل -: إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ؛ وقرئت: "أو ألقي السمع"؛ ومعنى " من كان له قلب " ؛ أي: من صرف قلبه إلى التفهم؛ ألا ترى أن قوله: صم بكم عمي ؛ أنهم لم يستمعوا استماع متفهم؛ مسترشد؛ فجعلوا بمنزلة من لم يسمع؟ كما قال الشاعر: [ ص: 49 ]

أصم عما ساءه سميع



ومعنى أو ألقى السمع ؛ أي: استمع؛ ولم يشغل قلبه بغير ما يسمع؛ والعرب تقول: "ألق إلي سمعك"؛ أي: استمع مني؛ ومعنى وهو شهيد ؛ أي: وقلبه فيما يسمع؛ وجاء في التفسير أنه يعنى به أهل الكتاب؛ الذين كانت عندهم صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فالمعنى على هذا التفسير: أو ألقى السمع وهو شهيد ؛ أن صفة النبي - عليه السلام - في كتابه.

التالي السابق


الخدمات العلمية