معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
قوله : فورب السماء والأرض إنه لحق ؛ [ ص: 54 ] أي: "إن ما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - حق؛ وإن قوله: وفي السماء رزقكم وما توعدون ؛ حق"؛ فالمعنى أن هذا الذي ذكرنا في أمر الآيات؛ والرزق؛ وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - حق؛ مثل ما أنكم تنطقون ؛ وقرئت: "مثل ما أنكم تنطقون"؛ وهذا كما تقول في الكلام: "إن هذا لحق؛ كما أنك متكلم"؛ فمن رفع "مثل"؛ فهي من صفة الحق؛ المعنى: "إنه لحق مثل نطقكم"؛ ومن نصب؛ فعلى ضربين؛ أحدهما أن يكون في موضع رفع؛ إلا أنه لما أضيف إلى "أن"؛ فتح؛ ويجوز أن يكون منصوبا على التوكيد؛ على معنى: "إنه لحق حقا مثل نطقكم".

التالي السابق


الخدمات العلمية