معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: ذلك نتلوه عليك ؛ أي: القصص الذي جرى نتلوه عليك؛ من الآيات ؛ أي: من العلامات البينات الدالات على تثبيت رسالتك؛ إذ كانت أخبارا لا يعلمها إلا قارئ كتاب؛ أو معلم؛ أو من أوحيت إليه؛ وقد علم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أميا؛ لا يكتب؛ ولا يقرأ الكتب على جهله النظر فيها؛ والفائدة منها؛ فإنه - صلى الله عليه وسلم - لم يعلمه أحد من الناس؛ فلم يبق إلا الوحي؛ والإخبار بهذه الأخبار التي يجتمع أهل الكتاب على الموافقة بالإخبار بها؛ من الآيات المعجزات.

ومعنى والذكر الحكيم أي: ذو الحكمة في تأليفه؛ ونظمه؛ وإبانة الفوائد فيه؛ ويصلح أن تكون " ذلك " ؛ في معنى " الذي " ؛ ويكون " نتلوه " ؛ صلة؛ فيكون المعنى: [ ص: 422 ] " الذي نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم " ؛ فيكون " ذلك " ؛ ابتداء؛ والخبر: " من الآيات " .

التالي السابق


الخدمات العلمية