معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: أفرأيتم النار التي تورون ؛ معناه: تقدحون؛ تقول: "ورى الزند يري؛ وريا؛ فهو وار"؛ إذا انقدحت منه النار؛ و"أوريت النار"؛ إذا قدحتها؛ والعرب تقدح بالزند؛ والزندة؛ وهذا خشب يحك بعضه على بعض؛ فيخرج منه النار؛ فقال: أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين ؛ أي: إذا رآها الرائي ذكر جهنم وما يخافه من العذاب؛ فذكر الله - عز وجل - واستجار به منها؛ ومعنى " متاعا للمقوين " ؛ "المقوي": الذي ينزل بالقواء؛ وهي الأرض الخالية؛ فذكر الله - عز وجل - جميع ما يدل على توحيده؛ وما أنعم به عليهم من خلقهم؛ وتغذيتهم مما يأكلون؛ ويشربون؛ مما يدل على قدرته؛ ووحدانيته؛ ثم قال - عز وجل -: فسبح باسم ربك العظيم ؛ أي: فبرئ الله - عز وجل.

التالي السابق


الخدمات العلمية