معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ؛ فكونهم أمواتا أولا؛ أنهم كانوا نطفا؛ ثم جعلوا حيوانا؛ ثم أميتوا؛ ثم أحيوا؛ ثم يرجعون إلى الله - عز وجل - بعد البعث؛ كما قال: مهطعين إلى الداع ؛ أي: مسرعين؛ وقوله؛ - عز وجل -: يوم يخرجون من الأجداث سراعا ؛ [ ص: 107 ] والأجداث: القبور.

وتأويل " كيف " ؛ أنها استفهام في معنى التعجب؛ وهذا التعجب إنما هو للخلق وللمؤمنين؛ أي: اعجبوا من هؤلاء كيف يكفرون؛ وقد ثبتت حجة الله عليهم؛ ومعنى " وكنتم " : وقد كنتم؛ وهذه الواو للحال؛ وإضمار " قد " ؛ جائز إذا كان في الكلام دليل عليه؛ وكذلك قوله: أو جاءوكم حصرت صدورهم ؛ وإن كان قميصه قد من دبر

التالي السابق


الخدمات العلمية