معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
قوله - عز وجل -: ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم ؛ معنى فتنتم أنفسكم استعملتموها في الفتنة؛ وتربصتم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين الدوائر؛ وغرتكم الأماني ؛ أي: ما كنتم تمنون من نزول الدوائر بالمؤمنين؛ حتى جاء أمر الله ؛ [ ص: 125 ] أي: حتى أنزل الله نصره على نبيه والمؤمنين؛ وغركم بالله الغرور ؛ أي: غركم الشيطان؛ وهو الغرور؛ على وزن "الفعول"؛ و"فعول"؛ من أسماء المبالغة؛ تقول: "فلان أكول"؛ إذا كان كثير الأكل؛ و"ضروب"؛ إذا كان كثير الضرب؛ ولذلك قيل للشيطان: "الغرور"؛ لأنه يغر ابن آدم كثيرا؛ فإذا غر مرة واحدة فهو "غار"؛ ويصلح "غار"؛ للكثير؛ فأما "غرور"؛ فلا يصلح للقليل؛ وقرئت: "الغرور"؛ وهو كل ما غر من متاع الدنيا؛ ومعنى " ارتبتم " : غلبتم الشك على اليقين. وقوله - عز وجل -: مأواكم النار هي مولاكم ؛ هي أولى بكم؛ لما أسلفتم من الذنوب؛ ومثل ذلك قول الشاعر:


فغدت كلا الفرجين تحسب أنه ... مولى المخافة خلفها وأمامها



مثل ذلك؛ أي: "مولى المخافة خلفها وأمامها.

التالي السابق


الخدمات العلمية