معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو ؛ إلى قوله: كمثل غيث أعجب الكفار نباته ؛ الكاف في موضع رفع من وجهين؛ أحدهما أن تكون صفة؛ فيكون المعنى: "إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم مثل غيث"؛ وهو المطر؛ ويكون رفعها على خبر بعد خبر؛ على معنى أن الحياة الدنيا وزينتها مثل غيث أعجب الكفار نباته؛ و"الكفار"؛ ههنا؛ له تفسيران؛ أحدهما أنه الزرع؛ وإذا أعجب الزراع نباته؛ مع علمهم به؛ فهو في غاية ما يستحسن؛ ويكون "الكفار"؛ ههنا: الكفار بالله؛ وهم أشد إعجابا بزينة الدنيا من المؤمنين. وقوله - عز وجل -: ثم يهيج فتراه مصفرا ؛ معنى يهيج يأخذ في الجفاف فيتبدى به الصفرة؛ ثم يكون حطاما ؛ أي: متحطما؛ متكسرا ذاهبا؛ وضرب الله هذا مثلا لزوال الدنيا؛ وقوله - عز وجل -: وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان ؛ ويقرأ: "ورضوان"؛ وقد رويتا جميعا عن عاصم بالضم؛ والكسر؛ فمعناه: فمغفرة لأولياء الله؛ وعذاب لأعدائه.

التالي السابق


الخدمات العلمية