معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله ؛ يعني " آمنوا برسوله " : صدقوا برسوله. وقوله - عز وجل -: يؤتكم كفلين من رحمته ؛ معناه: يؤتكم نصيبين من رحمته؛ وإنما اشتقاقه في اللغة من "الكفل"؛ وهو كساء يجعله الراكب تحته إذا ارتدف؛ لئلا يسقط؛ فتأويله: يؤتكم نصيبين يحفظانكم من هلكة المعاصي؛ ويجعل لكم نورا تمشون به ؛ كما قال - عز وجل -: نورهم يسعى بين أيديهم ؛ وهذه علامة المؤمنين في القيامة؛ ودليل ذلك قوله: يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم ؛ ويجوز أن يكون - والله أعلم -: ويجعل لكم نورا تمشون به ؛ يجعل لكم سبيلا واضحا من الهدى؛ تهتدون به.

التالي السابق


الخدمات العلمية