معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله (تعالى): قد كانت لكم أسوة حسنة ؛ ويجوز: "أسوة"؛ بضم الهمزة؛ في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله ؛ فأعلم الله - عز وجل - أن أصحاب إبراهيم - صلوات الله عليه - تبرؤوا من قومهم؛ وعادوهم؛ فأمر أصحاب النبي - عليه السلام - أن يتأسوا بهم؛ وبقولهم. [ ص: 157 ] وقوله: إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك ؛ فإن ذلك عن موعدة وعدها إياه؛ فلما تبين له إقامته على الكفر تبرأ منه؛ فأما ما يجوز في "برءاء منكم"؛ فأربعة أوجه: أجودها: "برءاء"؛ على "فعلاء"؛ مثل: "ظريف"؛ و"ظرفاء"؛ و"شريك"؛ و"شركاء"؛ وكذلك "بريء"؛ و"برءاء"؛ ويجوز: "براء منكم"؛ و"براء منكم"؛ جميعا؛ بالمد فمن قال: "براء"؛ بالمد؛ فهو بمنزلة "ظريف"؛ و"ظراف"؛ ومن قال: "براء"؛ بالضم؛ أبدل الضم من الكسرة؛ كما قالوا" "رخلة"؛ و"رخال"؛ وقال بعضهم: "رخال"؛ بضم الراء؛ وقالوا: "شاة ربى"؛ و"غنم رباب"؛ و"رباب"؛ بضم الراء؛ وكسرها؛ وهي الحديثة النتاج؛ أي: الحديثة الولادة؛ ويجوز: "براء منكم"؛ بفتح الباء؛ لأن العرب تقول: "أنا البراء منك"؛ ويقول الاثنان؛ والثلاثة: "نحن البراء منك"؛ وكذلك تقول المرأة: "أنا البراء منك"؛ فلا تقرأ من هذه الأوجه إلا بما قرأ به من توجد عنه القراءة.

التالي السابق


الخدمات العلمية