معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ؛ قال بعضهم: إن كل ما يتقرب به إلى الله من عمل خير؛ فهو إنفاق؛ وروي عن ابن عمر أنه اشترى جارية كان هويها؛ فلما ملكها أعتقها؛ ولم يصب منها؛ فقيل له: أعتقتها بعد أن كنت هويتها؛ ولم تصب منها؟! فتلا هذه الآية: لن تنالوا البر حتى تنفقوا ؛ وفعل ابن عمر هذا ينبغي أن يقتدي به الناس في ألا يضنوا بجليل ما يملكونه في التقرب به إلى الله (تعالى). وقوله - عز وجل -: وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم ؛ أي: فإن الله يجازي عليه؛ لأنه قال: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ؛ فإذا عمله جوزي عليه؛ وتأويل " ما " ؛ تأويل الشرط؛ والجزاء؛ وموضعها نصب ب " تنفقوا " ؛ المعنى: " وأي شيء تنفقوا فإن الله عليم به " ؛ والفاء جواب الجزاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية