معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها ؛ ولم يقل: "إليهما"؛ ويجوز من الكلام: "وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليه؛ وانفضوا إليها؛ وانفضوا إليهما"؛ فحذف خبر أحدهما لأن الخبر الثاني يدل على الخبر المحذوف؛ والمعنى: "إذا رأوا تجارة انفضوا إليها؛ أو لهوا انفضوا إليه"؛ وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في خطبته؛ فجاءت إبل لدحية بن خليفة الكلبي؛ وعليها زيت؛ فانفضوا ينظرون إليها؛ وتركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب؛ وبقي النبي - عليه السلام - مع اثني عشر رجلا؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو لحق آخرهم أولهم لالتهب الوادي نارا"؛ فأعلم الله - عز وجل - أن ما عند الله خير من اللهو؛ ومن [ ص: 173 ] التجارة؛ وأعلم النبي - عليه السلام - غليظ ما في التولي عن الإمام إذا كان يخطب يوم الجمعة؛ و"اللهو"؛ ههنا؛ قيل: الطبل؛ وهو - والله أعلم - كل ما يلهى به. والله خير الرازقين ؛ أي: ليس يفوتهم من أرزاقهم لتخلفهم عن النظر إلى الميرة شيء من رزق؛ ولا بتركهم البيع في وقت الصلاة والخطبة. [ ص: 174 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية