معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم ؛ كأنه وصفهم بتمام الصور؛ وحسن الإبانة؛ ثم أعلم أنهم في تركهم التفهم والاستبصار؛ بمنزلة الخشب؛ فقال: كأنهم خشب مسندة ؛ ويقرأ: "خشب مسندة"؛ بإسكان الشين؛ فمن قرأ بإسكان الشين فهو بمنزلة "بدنة"؛ و"بدن"؛ ومن قال: "خشب"؛ بضم الشين؛ فهو بمنزلة "ثمرة"؛ و"ثمر"؛ ويجوز: "خشب مسندة"؛ فلا تقرأ بها إلا أن تثبت بها رواية؛ و"خشبة"؛ و"خشب"؛ مثل "شجرة"؛ و"شجر"؛ وقوله: يحسبون كل صيحة عليهم ؛ وصفهم الله (تعالى) بالجبن؛ ويكون أمر كل من خاطب النبي - عليه السلام - فإنما يخاطبه في أمرهم بكشف نفاقهم؛ وقوله: هم العدو فاحذرهم ؛ أي: هم العدو الأدنى؛ فاحذرهم لأنهم كانوا أعداء النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ويظهرون أنهم معه؛ وقوله - عز وجل -: قاتلهم الله أنى يؤفكون ؛ ومعنى " أنى يؤفكون " : من أين يصرفون عن الحق إلى الباطل؟!

التالي السابق


الخدمات العلمية