معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ؛ بفتح النون؛ وتقرأ: "نصوحا"؛ بضم النون؛ فمن فتح فعلى صفة التوبة؛ ومعناه: "توبة بالغة في النصح"؛ و"فعول"؛ من أسماء الفاعلين التي تستعمل للمبالغة في الوصف؛ تقول: "رجل صبور؛ وشكور"؛ و"توبة نصوح"؛ ومن قرأ: "نصوحا"؛ بضم النون؛ فمعناه: "ينصحون بهذا نصوحا"؛ يقال: "نصحت له نصحا؛ ونصاحة؛ ونصوحا". [ ص: 195 ] وجاء في التفسير أن التوبة النصوح التي لا يعاود التائب معها المعصية؛ وقال بعضهم: التي لا ينوي معها معاودة المعصية؛ وقوله: يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه ؛ "يوم"؛ منصوب بقوله: عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي ؛ أي: في هذا اليوم؛ والقراءة النصب في قوله: ويدخلكم ؛ عطف على أن يكفر ؛ ولو قرئت بالجزم لكان وجها؛ يكون محمولا على موضع عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ؛ لأن "عسى"؛ من الله واجبة؛ قال الله (تعالى): وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى وقوله: نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا ؛ أي: إذا رأى المؤمنون نور المنافقين يطفأ؛ سألوا الله أن يتمم لهم نورهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية