معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ؛ و"الجنة": البستان؛ وهؤلاء قوم بناحية اليمن؛ كان لهم أب يتصدق من جنته على المساكين؛ فجاء في التفسير أنه كان يأخذ منها قوت سنته؛ ويتصدق بالباقي؛ وجاء أيضا أنه كان يترك للمساكين ما أخطأه المنجل؛ وما كان في أسفل الأكداس؛ وما أخطأه القطاف من العنب؛ وما خرج عن البساط الذي يبسط تحت النخلة إذا صرمت؛ فكان يجتمع من ذلك شيء كثير؛ فقال بنوه: نحن جماعة؛ وإن فعلنا بالمساكين ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الأمر؛ فحلفوا ليصرمنها بسدفة من الليل؛ قال الله - عز وجل -: ولا يستثنون ؛ فحلفوا ولم يقولوا: "إن شاء الله"؛ فلما كان الوقت الذي اتعدوا فيه بسدفة غدوا إلى جنتهم ليصرموها.

التالي السابق


الخدمات العلمية