معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ؛ أي: على أي حال يقع منكم الكفر وآيات الله - التي أتى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - دالة على توحيد الله ونبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - تتلى عليكم؛ وفيكم رسوله يبين لكم هذه الآيات؟! وجائز أن يقال: فيكم رسوله والنبي شاهد؛ وجائز أن يقال لنا الآن: " فيكم رسول الله " ؛ لأن آثاره؛ وعلاماته؛ والقرآن الذي أتى به فينا؛ وهو من الآيات العظام. وقوله - جل وعز -: ومن يعتصم بالله ؛ أي: من يمتنع بالله؛ ويستمسك بحبل الله؛ فقد هدي إلى صراط مستقيم؛ و " يعتصم " ؛ جزم ب " من " ؛ والجواب: " فقد هدي " ؛ ومعنى " اعتصمت بكذا وكذا " ؛ في اللغة: استمسكت؛ وامتنعت به من غيره؛ وكذلك: لا عاصم اليوم من أمر الله ؛ ومعنى سآوي إلى جبل يعصمني من الماء أي: يمنعني من الماء؛ أي: " لا ذا عصمة " ؛ و " لا ذا امتناع من الله " .

التالي السابق


الخدمات العلمية