معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
[ ص: 227 ] سورة "نوح"

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله - عز وجل -: إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم ؛ "أن"؛ في موضع نصب؛ بـ " أرسلنا " ؛ لأن الأصل: "بأن أنذر قومك"؛ فلما أسقطت الباء أفضى الفعل إلى "أن"؛ فنصبها؛ وقد قال قوم يرتضى علمهم: إن موضع مثلها جر وإن سقطت الباء؛ لأن "أن"؛ يحسن معها سقوط الباء؛ ولا تسقط من المصدر الباء؛ لأنك لو قلت: "إني أرسلتك بالإنذار؛ والتهدد"؛ لم يجز أن تقول: "إني أرسلتك الإنذار والتهدد"؛ ولو قلت: "إني أرسلتك بأن تنذر وأن تهدد"؛ لجاز: "إني أرسلتك أن تنذر وأن تهدد"؛ وأصل "الإنذار"؛ في اللغة: الإعلام بما يخاف منه؛ فيحذر؛ وألا يتعرض له؛ ويجوز أن يكون "أن"؛ تفسيرا لما أرسل به؛ فيكون المعنى: "إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أي: أنذر قومك".

التالي السابق


الخدمات العلمية