معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ؛ وقرئت: "ودا"؛ بضم الواو؛ ولا يغوث ويعوق ونسرا ؛ هذه خمسة أصنام؛ كانت في قوم نوح؛ يعبدونها؛ ثم صارت إلى العرب. [ ص: 231 ] فكان ود لكلب؛ وكان سواع لهمدان؛ وكان يغوث لمذحج؛ وكان نسر لحمير؛ وقرئت: "يغوثا ويعوقا"؛ و"يغوث"؛ و"يعوق"؛ لا ينصرفان؛ لأنهما في وزن الفعل؛ وهما معرفتان؛ والقراءة التي عليها القراء والمصحف ترك الصرف؛ وليس في "يغوث"؛ و"يعوق"؛ ألف في الكتاب؛ ولذلك لا ينبغي أن يقرأ إلا بترك الصرف؛ والذين صرفوا جعلوا هذين الاسمين الأغلب عليهما الصرف؛ إذ كان أصل الأسماء عندهم الصرف؛ أو جعلوهما نكرة؛ وإن كانا معرفتين؛ فكأنهم قالوا: "ولا تذرن صنما من أصنامكم"؛ ولا ينبغي أن يقرأ بها؛ لمخالفتها المصحف.

التالي السابق


الخدمات العلمية