معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة ؛ قال أهل اللغة: علم آدم أسماء الأجناس؛ وعرض أصحاب الأسماء من [ ص: 111 ] الناس وغيرهم؛ على الملائكة؛ فلذا قال: " ثم عرضهم " ؛ لأن فيهم من يعقل؛ وكل ما يعقل يقال لجماعتهم: " هم " ؛ و " هم " ؛ يقال للناس؛ ويقال للملائكة; ويقال للجن؛ ويقال للجان؛ ويقال للشياطين؛ فكل مميز في الإضمار " هم " ؛ هذا مذهب أهل اللغة؛ وقد قال بعض أهل النظر: إن الفائدة في الإتيان بالأسماء أبلغ منها هي الفائدة بأسماء معاني كل صنف من هذه؛ لأن الحجة في هذا أن الخيل إذا عرضت؛ فقيل: " ما اسم هذه؟ " ؛ قيل: " خيل " ؛ فأي اسم وضع على هذه أنبأ عنها؛ وإنما الفائدة أن تنبئ باسم كل معنى في كل جنس؛ فيقال: " هذه تصلح لكذا " ؛ فهذه الفائدة البينة التي يتفق فيها أن تسمي الدابة والبعير بأي اسم شئت؛ والمعنى الذي فيها؛ وهو خاصها؛ معنى واحد؛ وإن اختلفت عليه الأسماء؛ والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية