معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
قوله : ولا تطع منهم آثما أو كفورا ؛ "أو"؛ ههنا؛ أوكد من الواو؛ لأن الواو إذا قلت: "لا تطع زيدا وعمرا"؛ فأطاع أحدهما كان غير عاص؛ لأنه أمره ألا يطيع الاثنين؛ فإذا قال ولا تطع منهم آثما أو كفورا ؛ "أو"؛ قد دلت على أن كل واحد منهما أهل لأن يعصى؛ وكما أنك إذا قلت: "لا تخالف الحسن أو ابن سيرين"؛ أو: "اتبع الحسن أو ابن سيرين"؛ فقد قلت: "هذان أهل أن يتبعا"؛ وكل واحد منهما أهل؛ وقد فسرنا مثل هذا التفسير في غير هذا الحرف في أول سورة "البقرة"؛ في قوله (تعالى): مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ؛ إلى آخر الآية؛ وبعد ذلك أو كصيب من السماء ؛ وتأويله مثلهم؛ لأنك إن جعلت مثلهم كمثل الذي استوقد نارا؛ أو مثلتهم بالصيب؛ أو بهما جميعا؛ فأنت مصيب.

التالي السابق


الخدمات العلمية