معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
[ ص: 466 ] وقوله - جل وعز -: ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ؛ معنى " أذلة " : عددكم قليل؛ وكان المسلمون في تلك الحرب ثلاثمائة وبضعة عشر؛ وكانوا في يوم " أحد " ؛ سبعمائة؛ والكفار في يوم " أحد " ؛ ثلاثة آلاف؛ وكانوا في يوم " حنين " ؛ اثني عشر ألفا؛ فأعلم الله - جل وعز - أنهم حينما ألزموا الطاعة أنه ينصرهم؛ وهم قليل؛ وعدوهم أضعافهم؛ وفي يوم " أحد " ؛ نزل بهم ما نزل لمخالفة أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ في أن جاوزوا ما أمروا به؛ فجعل الله ذلك لهم عقوبة؛ لئلا يجبنوا؛ وجاء في بعض الخبر: " الفرار من الزحف كفر " ؛ ومعناه عندي - والله أعلم -: من فعل الكفار؛ لا أنه يخرج الإنسان من الإيمان إلى الكفر؛ وقد عفا الله فيه؛ فقال: ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم ؛ و " أذلة " ؛ جمع " ذليل " ؛ والأصل في " فعيل " ؛ إذا كان صفة؛ أن يجمع على " فعلاء " ؛ نحو: " ظريف " ؛ و " ظرفاء " ؛ و " شريك " ؛ و " شركاء " ؛ ولكن " فعلاء " ؛ اجتنب في التضعيف؛ لو قيل: " جللاء " ؛ و " قللاء " ؛ في " جليل " ؛ و " قليل " ؛ لاجتمع حرفان من جنس واحد؛ فعدل به إلى " أفعلة " ؛ من جمع الأسماء في " فعيل " ؛ نحو: " جريب " ؛ و " أجربة " ؛ و " قفيز " ؛ و " أقفزة. "

التالي السابق


الخدمات العلمية