معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: قتل الإنسان ما أكفره ؛ يكون على جهة لفظ التعجب؛ ويكون التعجب مما يؤمر به الآدميون. [ ص: 285 ] ويكون المعنى كقوله: فما أصبرهم على النار ؛ أي: اعجبوا أنتم من كفر الإنسان؛ ويجوز على معنى التوبيخ؛ ولفظه لفظ الاستفهام؛ أي: "أي شيء أكفره؟!"؛ ثم بين من أمره ما كان ينبغي أن يعلم معه أن الله خالقه؛ وأنه واحد؛ فقال: من أي شيء خلقه ؛ على لفظ الاستفهام؛ ومعناه التقرير؛ ثم بين فقال: من نطفة خلقه فقدره ؛ المعنى: "فقدره على الاستواء"؛ كما قال - عز وجل -: أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا

التالي السابق


الخدمات العلمية