معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ؛ ويقرأ: "وإذا الموؤودة سألت بأي ذنب قتلت"؛ و"الموؤودة": التي كانت العرب تئدها؛ كانوا إذا ولد لأحدهم بنت دفنها حية؛ فمعنى سؤالها: "بأي ذنب قتلت؟!"؛ تبكيت قاتلها في القيامة؛ لأن جوابها: "قتلت بغير ذنب"؛ ومثل هذا التبكيت قول الله (تعالى): يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ؛ فإنما سؤاله وجوابه تبكيت لمن ادعى هذا عليه؛ يقال: "وأدت؛ أئد؛ وأدا"؛ إذا دفنت المولود حيا؛ والفاعل "وائد"؛ والفاعلة "وائدة"؛ والفاعلات "وائدات"؛ قال الفرزدق:


ومنا الذي منع الوائدا ... ت فأحيا الوئيد ولم يوأد



وكذلك من قرأ: "سألت بأي ذنب قتلت"؛ سؤالها تبكيت لقاتلها.

التالي السابق


الخدمات العلمية