معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
لمن شاء منكم أن يستقيم ؛ أي: الاستقامة واضحة لكم؛ فمن شاء أخذ في طريق الحق؛ والقصد؛ وهو الإيمان بالله - عز وجل - ورسوله؛ ثم أعلمهم أن المشيئة في التوفيق إليه؛ وأنهم لا يقدرون على ذلك إلا بمشيئة الله وتوفيقه؛ فقال: وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ؛ ودليل ذلك أيضا: وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت ؛ [ ص: 294 ] فهذا إعلام أن الإنسان لا يعمل خيرا إلا بتوفيق الله؛ ولا شرا إلا بخذلان من الله؛ لأن الخير؛ والشر بقضائه؛ وقدره؛ يضل من يشاء؛ ويهدي من يشاء؛ كما قال - جل وعز -: الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب

التالي السابق


الخدمات العلمية