معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون ؛ أي: كنتم تكذبون بالبعث؛ والجنة؛ والنار؛ ثم أعلم - عز وجل - أين محل كتاب الأبرار؛ وما لهم من النعيم؛ فرفع كتابهم على قدر مرتبتهم؛ كما سفل وخسس كتاب الفجار؛ فقال: كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين ؛ أي: أعلى الأمكنة . [ ص: 300 ] وما أدراك ما عليون ؛ وإعراب هذا الاسم كإعراب الجمع؛ لأنه على لفظ الجمع؛ كما تقول: "هذه قنسرون"؛ و"رأيت قنسرين"؛ وقال بعض النحويين: هذا جمع لما لا يحد واحده؛ نحو: "ثلاثون؛ وأربعون"؛ فـ "ثلاثون"؛ كان لفظه لفظ جمع "ثلاث"؛ وكذلك قول الشاعر:


قد شربت إلا دهيدهينا ... قليصات وأبيكرينا



يعني أن الإبل قد شربت إلا جمع الدهداه؛ و"الدهداه": حاشية الإبل؛ كان قليصات وأبيكرين؛ و"دهيدهين"؛ جمع؛ ليس واحده محدودا معلوم العدد؛ والقول الأول قول أكثر النحويين؛ وأبينها.

التالي السابق


الخدمات العلمية