معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه ؛ أي: كنتم تمنون القتال؛ هو سبب الموت؛ والمعنى: ولقد كنتم تمنون سبب الموت؛ وذلك أنهم كانوا يتمنون أن يطلق لهم القتال؛ قال الله - عز وجل -: ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية ؛ وقوله - عز وجل -: فقد رأيتموه وأنتم تنظرون ؛ قيل فيه غير قول؛ قال الأخفش : معناه التوكيد؛ وقال بعضهم: " وأنتم تنظرون إلى محمد - صلى الله عليه وسلم " ؛ والمعنى - والله أعلم -: فقد رأيتموه وأنتم بصراء؛ كما تقول: " قد رأيت كذا وكذا " ؛ وليس في عينيك عمه؛ أي: قد رأيته رؤية حقيقية؛ وهو راجع إلى معنى التوكيد.

التالي السابق


الخدمات العلمية