معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى ؛ "تلظى"؛ معناه: تتوهج؛ وتتوقد؛ وهذه الآية هي التي من أجلها قال أهل الإرجاء بالإرجاء؛ فزعموا أنه لا يدخل النار إلا كافر؛ لقوله: لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى ؛ وليس كما ظنوا؛ هذه نار موصوفة بعينها؛ لا يصلى هذه النار إلا الأشقى الذي كذب وتولى؛ ولأهل النار منازل؛ فمنها قوله: إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ؛ والله - عز وجل - كل ما وعد عليه بجنس من العذاب فجائز أن يعذب به؛ وقال - عز وجل -: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ؛ فلو كان كل من لم يشرك بالله لا يعذب؛ لم يكن في قوله (تعالى): " ويغفر ما دون ذلك " ؛ فائدة؛ وكان يغفر ما دون ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية